أهلا بكل زوار مدونتي المتواضعة

غريبة هي الدنيا ... كثيرا ماتقذفنا بأمواجها لطرق ماكنا نتمناها وكثيرا ماتقف حائلا بيننا وبين امانينا
كثيرا مانمر بسهول ووديان وجيال ... كل منا يرى من حوله بمنظور مختلف
كل منا يرى ساحة للبشر يصورها كيفما شاء
كل منا غريب الأطوار قد يسكنه الحب والهجر والفضاء
لذا فأرحب بكم في رحاب مدونتي
ماتحمل فنونا لست اعرف اضاقت أم رحبت
أيسرت أم عسرت

لكن ما أعيه حقا أنها كلماتي تحمل نبضاتي
تطير افقا لمسامع البشر تزف حلما او رسالة لقارئها فلينتظر
أعلم أنها قلم بالحنايا ينبض يوما حزينا
ويوما فرحا متهللا ويوما ساكن أفق عالي ويوما يغوص في دوامة ما أعمقها
لذا اليكم أنتم أكتب همساتي ... أكتب أشعاري وخواطري

لذا مرحبا بكم في مدونتي المتواضعة

((اليك أنت))



أود ايضاح أن كل ما أخط بمدونتي هو من كتاباتي الشخصية وليس نقلا أو اقتباس من أي جهة أخرى

(( نهاد الأبياري))

الأربعاء، فبراير 19، 2014

وجع بالـإكراهـ











 

لمـ تكن تدري لما تتمزق الـأشياء من حولها 
لما كل شئ مكتوب عليه لـافتة ,, البقاء لله

منذ صغرها كانت تعلمـ أنـ الموت فقط ينتشل الـأشخاص من حياتنا
أنه لـايصح قول ميت إلـا على من يحتمي بالكفن عساهـ حماهـ الوحيد

كبُرت وكبر معها كل أحلـامها , كل أفكارها 
ظلت تنسج كل يومـ في مفكرتها مع كل بزوغ للشمس حلما 

لـاتعي سوى أسطر منذ سنوات تود أنـ تخرج للنور يوما 
كل يومـ تنظر في مفكرتها وتضحكـ عسى حلمـ يولد

لمـ تكن تعي أن الـإرادة بداخلنا قد ترتبط بالـأشخاص والـاماكن
ولـاتدري بأنـ الحنين مكبل ويفقدنا الحياة حين يموت منا

تركتها الحياة لتعرف معنى الفقد في موت أباها 
ولهو أخيها وإنشغاله عنهمـ 

وصورة صغيرة كانت تجمعها برفاق الدرب 
حتى الـآنـ لـاتعلمـ إلى أين رحلوا 

بعد عشرونـ عاما من كتابة أحلـامها 
كل يومـ تستقيظ لتقطر الدموع على أحلـامها
 عساها تنبت كما الصبار

كانـ تنتظر صبرا كـ صبر أيوب ولكنها ليست بـ نبي
مرارة الحنين وجمر الفقد أوجعها حقا 

كانت تلومـ على رفيقاتها التشاؤم والعزلة 
فـ ما بالهمـ باكثر الناس تفاؤلـا أنـ تصبح أكثرهمـ كبتا

حينها أدركت أنـ الدنيا تدور ولـادوامـ لحالـ 
ولكن بعد أين ,, بعدما 

قادها الطريق إلى تغيير مسارها كليا
شكت العزلة للعزلة فنهرتها 

حينما فقدت من كانوا يفسحون لها المجالـ 
ويعطونها الحب والدعمـ النفسي الكافي

فقدت نفسها ,,
كلما همت إلى مفكرتها ,, وجدت أثار دموعها مبللة للورق 

حبر الكلمات ينزف أيضا حتى كاد أنـ يختفي من دمعها 
حينها قررت وبكل نفس باكية لـامبالية 

أنـ تحرق احلـامها حتى تحرق وجعها وتبدأ من جديد 

فهمت إلى أعواد الثقاب وأشعلت ورقة ورقة 
لتجد أحلـامها تُحرق امام عينيها

وتجد صورها القديمة ولحظات الحب وحبيبها الـمبتعد
يحترقونـ امامـ عينيها 

كانت تبكي وتضحك في نفس الـآنـ 

لمـ تكن مريضة بالجنونـ قط
ولكن من حولها زعمها هكذا 

لمـ يكونوا يعلمونـ أنـ الوجع حينما يشتعل في النفس
وتقومـ حرائقه لـاتهدأ وتصدر أصواتا شتى

تجعل النفس تهرع إلى أي شئ كي تطفئ لهيبها
فـ هي وجدت في إحتراق كل ذكرى تفكرها بالوجع
إحتراق للوجع ذاته وليس لـاحلـامها 

وجدت الـلـامبالـاة هي الحل والمنقذ

 وحينما وجدت إستغراب أمها وإخوتها لها
نظرت إليهمـ وأبتسمت 

وجدت في أعينهمـ نظرة ريب في لبها 
نظرة تخوف من الـآتِ معها 

وجدت الـامـ تخطف أعواد الثقاب بهرع 
والـأخوة ينزعون كل شئ حولها ويرتجفون

لتنظر لهمـ قائلة :
ماجننت قط ولكني احببت أن أحيا من جديد
أن أقتل الوجع القاطن في سنوات عمري 

أن أنسى احلامي التي قُتلت فقتلتني معها 
أردت أن أحرق ما أحرقني عمرا وأبكاني لحظات عمري 

ليس كل من قادهـ وجعه لشئ ظننتوهـ جُن 
وأسرعتمـ في الحكمـ عليه 

لـازلت في كامل قواي العقلية 
أمـ تريدونـ إيداعي في مصحة نفسية 

لمـ يصدقوها ولمـ يصدقوا الوجع القاطن عينيها
لمـ يصدقوا دونـ برهانـ عقولهمـ الصغيرة 

إعتقدوا أنـ في إيداعها حفاظا عليها 
بذلوا قصارى جهدهمـ ليودعوها لتبقى بقية العمر وحيدة 

فـ هناك أناس في العمر كُتب عليهمـ أنـ يعيشوا الحياة 
في وجع وعزلة وأنـ يُحكمـ عليهمـ بالـإكراهـ 


نهاد الـأبياري






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة